Description:
لعل التحول الرقمي هو أكثر عبارة سمعناها خلال الاجتماعات الادارية و المناقشة التوسعية لبرامج التحديث ،و قد يختلط مفهوم التحول الرقمي لدى بعض الأشخاص ،فالبعض يعتقد أنه و بمجرد الاستعانة ببرنامج أو برنامجين جدد تتحول الشركة أو المؤسسة رقميا، أو حتى التحول الى التركيز في تحويل الشركة من شركة تعتمد على المراسلات الورقية الى شركة تعتمد على البريد الالكتروني،لكن التحول الرقمي أكبر بكثير من هذا.
فمنظمات العمل مهما كان حجمها تحتاج الى أن تواكب التطور الحاصل في التكنولوجيا و ذلك لأن التكنولوجيا غيرت من طريقة تفكير وسلوك المستهلكين ،من كان يتوقع في يوم ما أن يكون دعم العملاء لغالبية الشركات عن طريق حسابات تويتر، أو أن تطبق تطبيقا للحصول على طلبية ما الى البيت ،أو لتلبية طلبية لقضاء مشوار ما عبر طلب سيارة للخدمة، كلها أمور تختزل الزمن و الجهد ليتم الأمر عبر جهاز الحاسوب و بنقرات بسيطة و محدودة ، تفي بالغرض و يلبى الطلب في وقت وجيز.
و لابد لكبريات الشركات أن تواكب على التغير و التحول لضمان استقرار وجودها و نشاطها، فان لم تسارع الشركة في مواكبة ما هو حاصل حولها ،حتما ستفشل، و هو ماحدث لعدة شركات عملاقة، منها شركة الهواتف النقالة نوكيا،و بلاك بيري ، و كذا أفلام بلوك بستر.
و البدء في للتحول الرقمي ليس سهلا أبدا، فهو عملية طويلة و متعبة ، و لكنها مهمة ، و اول خطوة يحتاجها هل أن تبدأ بإقناع كباري المسؤولين من يتخذون القرارات فيما يخص التحول الرقمي ، و من ثم النزول الى أصغر موظف موجود بالشركة أو المؤسسة،بعدها يجب وضع خطة استراتيجية و تحديد الاهداف الخاصة بالتحول الرقمي،و منه تبدأ الرحلة نحو البحث عن التكنولوجيا المناسبة للأشخاص و كذا التدرب و أخذ الخبرة اللازمة لتطبيق التحول.
و لقد كانت دراسات عديدة في المجال ، منها مكونات استراتيجية التحول الرقمي ضمن أهداف التنمية المستدامة 2030 ،للدكتور علي الشرباز من جامعة "نورث امبتن" في بريطانيا ،حيث كانت الرؤية هي انشاء نموذج انمائي جديد أساسه التكنولوجيا الحديثة و الاقتصاد القائم نحو التنمية وتعزيز استخدام العلم على المعرفة و التي محوره التكنولوجيا و الابتكار من أجل التنمية ، كما أن هناك دراسة أخرى بعنوان :التحول الرقمي وأثره على التعليم و البحث العلمي للدكتور خليل العجمي من الجامعة الافتراضية السورية، و يتحدث في هذه الدراسة عن حجم المعضلة في "الورقي" بصيغته الصماء لم يعد قادرا على استقطاب جيل المدارس و الجامعات ،لا في عملية التعليم و لا في عملية التعلم و لا في عملية البحث عن المعلومة و لا في عملية تشكيل المعرفة .
و منه كان من جملة الأهداف التي نرجوها من هذه الدراسة ما يلي:
1-التوصل الى رؤية مشتركة لمجتمع المعلومات و اقتصاد المعرفة وبناء قدرات لتنفيذها .
2-اعتماد تكنولوجيات جديدة في الخدمة الالكترونية،بالتركيز على نشاك الحكومة الالكترونية و برامجها التنموية.
3-تعزيز استخدام العلم و التكنولوجيا و المعرفة و الابتكار من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
4-بناء الثقة في البنية الأساسية للتكنولوجيا ،و لاسيما فيما يتعلق بالخصوصية و الأمن السيبراني.
5-وضع و تنفيذ سياسات تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات التي تخدم أهداف التنمية المنشودة.